السحاقيات بالمغرب.. عالم سري و حياة سرية تكاد أن تصبح عادية إن نحن نظرنا إلى الواقع…

 

الممارسة السحاقية لا تتعلق بالضرورة بممارسة جنسية، عكس المثلية الجنسية عند الرجال، إذ تتجلى في كمّ أحاسيس الإهتمام والحب والعناية بين امرأتين أو فتاتين، تجد تفسيرها في اضطراب في الهوية الجنسية، تتعدد أسبابها وتختلف العوامل المؤثرة فيها، بين العوامل الجينية والإجتماعية والنفسية.

السحاقيات حسب الأخصائيين النفسيين، لا يعتبرن أنفسهن خائنات لأزواجهن إذا كن متزوجات، بما أنهن يقمن علاقات مع نساء مثلهن… كذلك العازبات، لا يعتبرن أنفسهن مذنبات، لنفس السبب…

حسب المختصين، فإن المشاكل النفسية التي تعاني منها السحاقيات، تتوزع عواملها  بين الدين و المجتمع ، سيما أن المجتمع والدين لا يسمحان بمثل هذا السلوك؟ ما يحدث اضطرابات في الهوية الجنسية، حيث تشعر الأنثى بصراع نفسي بسبب علمها بأن هذا السلوك غير مقبول دينيا ولا اجتماعيا ولا أخلاقيا، لكن في المقابل هي لا تستطيع تقبل أي فرد من الجنس الآخر، ونتيجة لهذا الصراع تكون غير مستقرة نفسيا وتصبح شخصية قلقة ومتوترة باستمرار، فتتعطل لديها القدرة على اتخاذ القرارات الهامة،  مما يؤثر على حياتها وعلى الأشخاص المحيطين بها، كما أن ما يميز السحاقيات هو تكوين مجموعات منعزلة عن المجتمع،  مما يجعلهن يجدن صعوبة في الإندماج والتكيف مع المجتمع، فيعشن في عالم خاص وسري يسهل عليهن الإستمرار في هذا الطريق،  وذلك انتقاما لعدم تقبلهن من قبل المجتمع. ونتيجة لذلك، يزداد المجتمع نفورا منهن.

كذلك  يشعرن بعدم الأمان أثناء وجود أشخاص منحرفون بينهن،  ويسبب ذلك انعدام الثقة بالآخرين والنتيجة هي التفكك الإجتماعي، وعموما، من الصعب إطلاق الأحكام على هؤلاء النساء، بل رصد العديد من الدراسات قصد الإطلاع أكثر على الظاهرة.

السحاقيات مثلهن مثل باقي النساء في المغرب، اللائي يعشن الحياة متمردات على الأعراف والتقاليد و الدين، علما أنهن واعيات بكل هذا، إلا أن الغرائز الإنسانية أحيانا،،، تجعلك تعمي عينيك و تطمس آذنيك، و تعيش ما تريده انت، دون قيد أو حد، إنما، نحن نعيش وسط مجتمع مختلط، تبقى الأغلبية فيه، تعيش على التقاليد و الأعراف، و إن أرادت هذه الأغلبية أن تمارس سلوكا محرما، فهي تجد له المخرج الذي يرضي الدين و المجتمع، يعني ببساطة مثل الحرباء تماما، تتلون كما تشاء و في سكات……..

لكن لنرجع إلى مغربنا و هذه الظاهرة التي نتحدث عليها اليوم، ترى ما الذي يحدث في المغرب بالضبط؟،

في إسبانيا القريبة من المغرب تعيش بعض المغربيات حالة من النشوة الكبرى و الحرية في اختيار رفيقات تعاشرهن في الأكل والإقامة والتحام الأجساد بكل دفء فيها ويتصرفن كأزواج عاديات في ظل مجتمع يسمح بذلك ويقننه.

أما في المغرب فلاتزال الظاهرة تخفي في ظلالها روابط من تاريخ وعلاقات دينية واجتماعية وأخلاقية وحالات الظهور التي بدأت بشكل محتمش تخفي عن ما يعيشه المجتمع المغربي من تعقيدات كبيرة على أكبر من مستوى.

هذا المجتمع المغربي الذي ظهرفيه الشواذ بشكل علني اليوم،  كما ظهر فيه الشيعة بشكل علني،  بل كما ظهر فيه المسيحيون المغاربة بشكل علني، في ميناء الجزيرة الخضراء على سبيل المثال، و بمناسبة اقتراب موعد العطلة السنوية لجاليتنا بالخارج،  ففي الأعوام الماضية، و طيلة أشهر الصيف،  هناك جماعات من شابات جميلات وأنيقات،  يتكلمن الدارجة واللغة العربية الفصحى و الإسبانية بطلاقة،  يحدثنك عن الإنجيل والمسيح عليه السلام،  ويمددنك بكتب لأناجيل صغيرة وشروحات ولايستغرق الوقت سوى بضع دقائق لأخد عنوانك ومراسلتك ولربما المجيء لباب بيتك، هكذا تبدأ حكايات التنصير و التشيع.

في المغرب الذي اختلط حابله بنابله، وأصبحت مواسمه للشواذ للتبرك وأصبحت بعض المقاصد طرقا للإستبراك،  فإن السؤال المركزي الذي يمكن طرحه أين مكامن الخلل في كل هذا ؟.

في السياسة التعليمية أم في الإنفتاح المكره للمغرب سواء ابتغى أم لم يبتغي؟

في القنوات التي تبث وتعري من حين لأخر وجع الأرض المغربية من تقلبات في كل شيء سوى في العمل السياسي المتجمد والذي يمنحك أن اليوم السياسي المغربي لايختلف كثيرا عن يومه السابق.

هناك مفارقة غريبة وعجيبة في ميناء الجزيرة الخضراء شابات أنيقات يوزعن الإنجيل وهناك على بضع خطوات مِؤسسة محمد الخامس توزع قارورات الماء وترحب بالمهاجرين ولكن للكتاب مفعول، خصوصا بطريقة شرحه المبسطة والتي تضع مقارنة شبه كاملة بين الإسلام والمسيحة في خطوات أولى وتمهيدية في لعبة الإستدراج.

أمين مغربي مسيحي من مدينة البيضاء متزوج من مكسيكية قال لنا حرفيا: ” أطلب الهداية لوالداي لكي يعودا إلى الطريق المستقيم ؟ ” وبدأ يحكي رحلته …

إن هذه ” الإختراقات ” المتعمدة تحمل بعدا كبيرا عن مغرب الغد. من يترجّل فيه وباسم من ؟

إن السحاقيات والمثلية الجنسية في المغرب بكل تعقيداتها كما هو الشأن بالنسبة للمسيحية والتشيع حان الوقت أن يفتح فيها نقاش حقيقي وعلمي، كيف اخترقت الجسد المغربي المتآكل،  وأين هو إعلامنا الوطني الذي يرفع شعار الهوية المغربية بكل أبعادهها في ظل وضع يتسم بالتعقيد وتغديه القبلية والشعوذة والبعد عن كل ما هو عقلاني.

فقط هي جملة من أسئلة نطرحها ويمكن أن نختلف في تفسيرها تبعا للمنظور الذي ينظر به كل واحد من زاويته الخاصة ومن رؤيته للأشياء …

Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول اقرأ أكثر